مقدمة:
مسؤول كبير في الأمم المتحدة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال عن الوضع الإنساني في غزة بأنه “لا يوصف” و”غير مسبوق” مع استمرار تصاعد الأزمة في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 15 عاماً.
الضربات الجوية الإسرائيلية متتالية بلا هوادة، وتركت وراءها المنازل المدمرة، وجعلت حياة عدد لا يحصى من الأبرياء أصعب من ذي قبل وزادت من تدهور الظروف المعيشية الهشة بالفعل في غزة، والتي تعد من أعلى المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم.
نهدف من هذا المقال إلى تسليط الضوء على الأزمة والوضع الإنساني في غزة من نواحي متعددة، وإلى المساهمة في نقل الصورة الحقيقية والمؤلمة لحياة أكثر من 2 مليون إنسان يقطنون في قطاع غزة..
الإصابات والتشريد:
حتى إعداد هذا التقرير، رصدت الإحصائيات مقتل أكثر من 2,866 فلسطينياً في غزة، من بينهم نحو 772 طفلا و 483 امرأة.
كما أبلغت وزارة الصحة في غزة عن إصابة ما يقرب من 12,000 شخصا بجروح وكسور بالغة بسبب الحرب المستعرة التي تفرضها دولة الاحتلال على غزة. يذكر أيضاً أن الضربات الجوية دمرت 10,500 وحدة سكنية وألحقت أضرارًا بالغة بـ 70,000 وحدة سكنية أخرى، مما أدى إلى نزوح جماعي داخل غزة لأكثر من مليون شخص.
وقد لجأ المشردون إلى مدارس منظمة الأونروا والبالغ عددها 83 مدرسة في جميع أنحاء القطاع، ومع ذلك، استهدف الطيران الإسرائيلي العديد من المدارس في الهجمات، مما زاد من حجم أزمة العثور على المأوى الآمن.
نقص المياه والغذاء والإمدادات الطبية:
أدت الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي ومرافق البنية التحتية إلى تعطيل الخدمات لأكثر من 400,000 شخص. وتتوقع الأونروا حدوث “نقص حاد” في مياه الشرب بسبب القطع الكامل للإمدادات الذي أعلنه الاحتلال الإسرائيلي. كما يجعل الصراع المستمر عمليات توصيل الطعام صعبة للغاية، مع نفاد الإمدادات الأساسية مثل الدقيق والسكر بسرعة. يتعرض القطاع الطبي لضغوط هائلة حيث استهدفت الضربات الإسرائيلية المستشفيات والطواقم الطبية، مما تسبب في نقص الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمولدات الاحتياطية كما أن أعداد المصابين الكبيرة تضغط على الكادر الطبي المنهك الذي يهدد بانهيار المنظومة الصحية ناهيك عن تهديدات الاحتلال لكثير من المستشفيات بالقصف .
ودعت وزارة الصحة الفلسطينية إلى إنشاء “ممر آمن لضمان دخول المساعدات الطبية العاجلة” إلى مستشفيات غزة، مؤكدة على الضرورة الماسة لتوفير إمدادات طبية لعلاج الجرحى.
أزمة الكهرباء:
لدى قطاع غزة محطة طاقة هي المصدر الوحيد للكهرباء، ومع نفاد الوقود ومنعه عن قطاع غزة، توقفت المحطة عن العمل، مما أغرق القطاع في ظلام دامس مع انقطاع تام للكهرباء. دفع الوضع المستشفيات والمنشئات الحيوية للعمل على مولدات الطاقة الاحتياطية، والمهددة بالتوقف في أي لحظة عند نفاد وقودها، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة. كما أثر انقطاع الكهرباء على إمدادات المياه والظروف المعيشية العامة، مما يضيف تحدياً آخر أمام الناس ويزيد المشقة عليهم في ظل الوضع الإنساني في غزة والذي لم يكن يطاق أصلاً.
الوضع الإنساني في غزة في القانون الإنساني الدولي:
أعرب المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، عن قلقه البالغ إزاء ما يوصف بالعقاب الجماعي، والانتهاك المحتمل للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان. ويناقش الخبراء القانونيون ما إذا كان يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تعتبر هذه الأزمة ضد شعب غزة جريمة حرب، مؤكدين على أهمية حقوق الإنسان ولماذا تغيب المساءلة دائما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.
ندعوكم للمساهمة في تغيير الوضع الإنساني في غزة:
الواقع المر والكارثي في غزة يعكس أزمة إنسانية أكبر، حيث أصبحت ضرورات الحياة الأساسية نادرة، ما يحتم علينا كأخوة في الإنسانية وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الخيرية، وعلى كل فرد في جميع أنحاء العالم، العمل لتقديم المساعدة الطبية والمادية العاجلة.
نحن في جمعية حياة يولو، مدعومين بقيمنا الراسخة وبالقلوب الطيبة حول العالم، نقوم من خلال فرقنا الميدانية في قطاع غزة بتوفير المساعدات والمعونات الطبية والغذائية والمادية لأهالي غزة المنكوبين، فهم يستحقون كل خير.
لقد أصبحت قصص ثبات أهل غزة وسط هذه الكارثة يتردد صداها حول العالم، ما يدعو كل إنسان للوقف معهم بقدر استطاعته، أقل مساهمة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في حياة الأبرياء والضعفاء، كل مساهمة مادية أو معنوية، وكل دعاء، سيغير من الواقع إلى الأفضل.