في عالم اليوم، يعتبر التقويم الميلادي الأكثر شيوعاً، مع ذلك، هناك أهمية خاصة للتقويم الهجري أو الإسلامي لدى أكثر من مليار مسلم، فالتقويم ليس مجرد طريقة لقياس الوقت؛ بل يعد التقويم الإسلامي ممتزجاً بالتاريخ والهوية الإسلامية والروحانية.
فهم التقويم الهجري
يعود منشأ هذا التقويم وأصله إلى لحظة محورية في التاريخ الإسلامي – الهجرة. إنها هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة والتي وافقت عام 622 ميلادي، على عكس التقويمات المعتمدة على حركة الشمس، يعتمد التقويم الهجري على دورة القمر. ويبدأ كل شهر برؤية الهلال الجديد، ما يجعل كل سنة هجرية أقصر بـ 10 إلى 12 يوماً من السنة الميلادية.
أسماء الأشهر الهجرية ومعانيها
يتألف العام الهجري من 12 شهراً، ولكل منها أهمية دينية وثقافية مميزة. يستهل شهر محرم العام الجديد معلناً استمرار الخير والسلام من شهر ذي الحجة من العام السابق. يعد رمضان الشهر الهجري الأكثر شهرة، وذلك لأنه شهر الصيام الذي يعد ركناً من أركان الإسلام، ويحتفل المسلمون حول العالم بشهر رمضان كل عام. وكذلك يشهد شهر ذو الحجة ركناً آخر من أركان الإسلام هو الحج، والمفروض على المسلم مرة واحدة في حياته، حيث يتجه جموع من المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.
أما الأشهر الهجرية على الترتيب فهي: محرم، صفر، ربيع أول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.
التقويم الهجري في العصر الحديث
اليوم، لا تزال الشهور الهجرية عنصرًا أساسيًا في حياة المسلمين نظراً لارتباطه بالشعائر الإسلامية وثقافة الشعوب الإسلامية مثل العرب والأتراك والهنود. ومازال التقويم الهجري معتمداً في الشؤون المدنية في العديد من البلدان الإسلامية. وفي هذا الزمن المتطور، تساعد التقنية الحديثة من تطبيقات الهواتف الذكية وبرامج التقويم، المسلمين في جميع أنحاء العالم على البقاء على اطلاع يومي بالتاريخ الهجري وعلى اتصال بتراثهم الروحي والثقافي.
التقويم الهجري والقضايا المعاصرة
في الآونة الأخيرة، ظهرت مناقشات حول أفضل طريقة لمزامنة التقويم القمري على مستوى العالم، حيث يمكن من الناحية الفلكية أن يختلف وقت مشاهدة الهلال الجديد يحسب الموقع الجغرافي. كما يجري بذل جهود تثقيفية لتعريف العالم الأوسع بالفروق الدقيقة في التقويم بين المناطق، مما يعزز التقدير بين الثقافات.
التقويم الهجري ليس مجرد أداة
لا يقتصر دور التقويم كمجرد أداة لضبط الوقت؛ إنه رمز للهوية لدى المسلمين. يذكرنا هذا التقويم العريق بالنسيج الغني للثقافة الإنسانية والطرق المتنوعة التي ينظر فيها الناس حول العالم للوقت. فسواء كان الإنسان مسلماً أو غير مسلم محباً للاطلاع والاستكشاف الثقافي، فإن التاريخ الهجري يدعونا جميعاً للتأمل.