تابعنا على:

بعض من الفرح لأطفال المخيم

بعض من الفرح لأطفال المخيم

منذ 11 عامًا، يعاني السوريون من ويلات الحرب والدمار والتشريد، وأصبح 50٪ منهم لاجئين.

أكثر من 5 ملايين منهم هربوا من ضربات النظام وقصفه وقتله واتخذوا ملاذًا آمنًا شمال سوريا، على الرغم من أنه مكان آمن إلا أنه لا يوفر لهم ظروفًا لائقة للحياة، بل إنه لا يوفر أساسيات الحياة. فهم يعيشون في خيام لا تحميهم من حرارة الصيف أو برد الشتاء، ولا يوجد فراش باستثناء بعض الخرق البالية. وهكذا، ينشأ أطفال المخيمات في حالة مأساوية، وتعيش نسائهم وكبار السن على الصبر وانتظار الإغاثة.

هذا في الواقع ما رأيناه بأعيننا في المخيم.

حياة يولو في المخيم

خلال زيارتنا للمخيم، كنا شهود عيان على ما قرأناه وسمعناه عنهم، لكننا لم نتوقع أبدًا أن يكون الأمر بهذه المرارة. بغض النظر عن يمكن للعقل تخيله فإننا لم نستوعب كيف يمكن للناس أن يعيشوا في درجات حرارة 40 درجة مئوية في خيمة مهترئة وعلى أرض شبه صحراوية، بحيث تكون كل لحظة من يومهم عذابًا مستمرًا بدون أي وسيلة مأوى. فكما قلنا، يلجؤون إلى الصبر والأمل.

في يوم زيارتنا للمخيم، ركض الصغار عبر الأزقة المتربة القاسية للمخيم حفاة الأقدام، بملابسهم الممزقة، كما لو كانوا يركضون من سياط الشمس الحارقة، ولكن إلى أين يهربون.

مشهد مؤثر، فمن الغريب أن معاناتهم مع المخيم لم تطفئ بريق العيون. وبمجرد أن رأونا ركضوا إلينا. كانوا ينتظروننا، وكانوا يعلمون أننا نحمل بعض الفرح معنا.

أصبحنا أطفالًا في المخيم

بمجرد أن تراهم تصبح طفلاً، تجد نفسك تأخذهم في حضنك وتقبل تلك الأصابع والأيادي الصغيرة، تريد أن تبكي، لكنك لا تستطيع، فتضحك، وتربت على الشعر المغبر.

حملنا بعض الهدايا والوجبات الخفيفة للأطفال، والتي رسمت على وجوههم فرحة لا يمكن وصفها، وكانت فرحتنا بهم كبيرة أيضا.  قمنا بتوزيع الهدايا عليهم، ثم تركناهم يركضون، مبتهجين بالجوائز التي حصلوا عليها، وتمنينا أن يكون ما نحمله يستحق كل هذا الفرح. أدركت حينها أن فرحتهم لم تكن بسبب الهدية الصغيرة. كان سر الفرح هو تفكيرهم أنه لا يزال هناك أشخاص يتذكرونهم وأنهم ليسوا وحدهم.

في الواقع، لا نتذكرهم فحسب، بل لا ننساهم أبدًا.

شارك المقالة :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *