تابعنا على:

ما وراء المشهد: أهل غزة يعانون من أجل الصحة والمأوى والبقاء

أهل غزة Gaza people

ما وراء المشهد: أهل غزة يعانون من أجل الصحة والمأوى والبقاء

الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تحت غطاء العدوان الصهيوني تزداد سوءاً وصعوبة على المدنيين في القطاع، الذين يعيشون ويلات القصف الهمجي من قوات الاحتلال لليوم الأربعين منذ 7 أكتوبر الماضي.

في هذا المقال الشامل، سنتعمق في التحديات الكثيرة التي يواجهها السكان من البنية التحتية المدمرة إلى نظام الرعاية الصحية المنهار، وتفاقمت نقص الوقود وزيادة الأعمال العدائية، إلى التأثير الرهيب على الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال والنساء وحديثي الولادة والمصابين بالأمراض المزمنة.

كما نستكشف جانب أكثر عمقاً مما ترصده الصحف والقنوات العالمية من عناوين عريضة وأرقام عن أعداد الضحايا الأبرياء واستمرار العدوان والقصف، سنتحدث عن تأثير أزمة نقص المياه الشديد والصرف الصحي والنظافة، فضلا عن أزمة النزوح والمأوى، يصبح عمق المعاناة في القطاع واضحاً بشكل مؤلم.

هذا المقال هو أيضاً دعوة لاستشعار عمق الأزمة في حياة أهلنا في غزة، ودعوة للمشاركة في دعمهم معنوياً ومادياً. هذه قراءة واقعية ومهمة، تقدم نظرة ثاقبة لتفاصيل من الأزمة غالباً ما تظل غير مرئية، سنشاهد من خلال هذه السطور عمق الكارثة وسنستكشف ونؤكد قوة العمل الإنساني الجماعي في تخفيف المعاناة.

1- حصار قطاع غزة بالكامل منذ 7 أكتوبر

بعد حصار طويل امتد لأكثر من 15 عاما يعاني قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، من حصار شامل فرضه الاحتلال فمنع دخول وخروج المدنيين من القطاع كما قطع سبل الحياة الأساسية من الماء والكهرباء والاتصالات ومنع دخول المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية من معبر رفح، كل ذلك في ظل العدوان المستمر والقصف الجوي والمدفعي على المدنيين مما شكل أزمة إنسانية خانقة وغير مسبوقة لأكثر من 2.2 مليون نسمة يعيشون في القطاع. واستنكرت المنظمات الدولية والحقوقية هذا الحصار، واعتبرته “عقاباً جماعياً” يجب رفعه بموجب القانون الإنساني الدولي.

وفي ظل استمرار الحصار، تزداد المعاناة يوما بعد يوم، حيث تفتقر المستشفيات إلى المستلزمات الطبية، وتحولت المدارس إلى مأوى للسكان المشردين الذين تدمرت بيوتهم.

2- دمار البنية التحتية لنظام الرعاية الصحية

ألحق العدوان المستمر أضراراً بليغة بالبنية التحتية لنظام الرعاية الصحية في قطاع غزة. المستشفيات التي تكافح من أجل توفير الرعاية الطارئة للمصابين في القصف الجوي الغاشم، أصبحت تواجه نقصا حادا في الإمدادات والموارد وعاجزة عن علاج المصابين أغلبهم من النساء والأطفال.

دقت لجنة الإنقاذ الدولية IRC ناقوس الخطر بشأن نقص المياه النظيفة في غزة وانعدام الصرف الصحي المناسب، محذرة من تفشي أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد. علاوة على ذلك، تحذر منظمة الصحة العالمية من أن مكافحة العدوى الأساسية تكاد تكون مستحيلة في ظل هذه الظروف، حيث يخاطر العاملون في مجال الرعاية الصحية بأنفسهم باكتساب العدوى ونقلها في المرافق المكتظة.

2.1- مستشفيات غزة: دمار وعجز

دمرت معظم المستشفيات الرئيسية في غزة، وما تبقى منها لم يعد قادراً على إسعاف المصابين بسبب نفاد الوقود، مما أدى إلى تفاقم الأزمة. ومع اقتحام قوات الاحتلال لمستشفيات مثل ما حصل في مستشفى الشفاء، خرجت تلك المستشفيات من الخدمة ما أدى لازدياد أعداد الشهداء وموت العشرات من المرضى والجرحى والأطفال الخدج. وأصبح النظام الصحي برمته في قطاع غزة منهاراً كما تفيد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

لم تقف جريمة الاحتلال عند هذه الحد، فقد أشار المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن مستشفى الشفاء تحول لثكنة عسكرية ومعتقل للتنكيل بالمرضى.

2.2- التدمير وصعوبة الوصول

أدى اشتداد القصف والدمار الكبير في شمال غزة إلى خلق حواجز إضافية أمام المحتاجين إلى الرعاية الصحية تمنعهم من الوصول إليها. كما ان استمرار القصف واستهداف المناطق المحيطة بالمستشفيات يعرض أمن العاملين الصحيين والمرضى في خطر مستمر، ما يؤدي إلى وقوع المزيد من الإصابات والوفيات. وسجلت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 137 هجوما على مرافق الرعاية الصحية في غزة، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بما في ذلك أطباء وممرضين وعاملين في مجال الرعاية الصحية.

2.3- انقطاع الكهرباء وندرة الدواء

وتتفاقم الأزمة الإنسانية بسبب الحصار المفروض على غزة، مما يؤدي إلى نقص كبير في الوقود والغذاء والدواء والمياه والإمدادات الطبية. أدى الحصار إلى استهلاك سريع للوقود الاحتياطي وندرة الكهرباء، مما أثر بشكل خطير على إمدادات الطاقة ومحطات الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه. ويزيد هذا النقص في الكهرباء من شلل مرافق الرعاية الصحية المتعثرة أصلا، مما يجعل تشغيل معدات الإنعاش والحفاظ على الحياة شبه مستحيل.

3- تأثير الكارثة في غزة على حياة

3.1- النزوح وأزمة المأوى في غزة

أدى العدوان وقصف الاحتلال إلى نزوح واسع النطاق داخل غزة. ووفقا للأمم المتحدة، نزح أكثر من 1,500,000 شخص داخلياً بسبب تدمير منازلهم أو مخاوفهم بشأن السلامة. تؤوي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) حوالي 778,000 شخص نازح في 154 ملجئ تابع لها في مختلف أنحاء غزة. وقد أدى هذا النزوح الجماعي إلى استنزاف الموارد، حيث اضطر العديد من الأفراد إلى الاكتظاظ في الملاجئ أو للبقاء في الشوارع مكافحين للحفاظ على حياتهم.

3.2- ندرة المياه وتعطل الصرف الصحي

ألحق العدوان أضرارا جسيمة بمرافق المياه والصرف الصحي، مما قوض الخدمات الصحية للسكان فلا يكاد يوجد في غزة مياه صالحة للشرب، عدا عن نفاد مستلزمات النظافة في معظم مناطق القطاع. ويواجه أكثر سكان غزة في ظروف قاسية الجوع وسوء التغذية، كما توجد مخاوف من الجفاف وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه.

3.3- التأثير على الفئات الضعيفة

3.3.1- الأطفال والعائلات

للأسف فإن الخاسر الأكبر تحت وطأة هذه الكارثة هم الأطفال والعائلات، تفيد تقارير اليونيسف بأن الأطفال يموتون بمعدل ينذر بالخطر، حيث يقتل أو يجرح الآلاف. أكثر من نصف النازحين البالغ عددهم 1.5 مليون شخص هم من الأطفال، والذين يواجهون نقص المياه والغذاء والوقود والدواء. فقد نزح أكثر من 700,000 طفل، وتركوا كل شيء ورائهم في هذه المأساة.

3.3.2- المرضى المصابون بأمراض مزمنة

أثرت الأزمة تأثيرا عميقا على المصابين بأمراض مزمنة. وفي العادة، يتلقى حوالي 100 مريض من غزة الرعاية اليومية لتلبية الاحتياجات الصحية المعقدة في مختلف المستشفيات. ومع ذلك، فإن الحصار والقصف على غزة قد عطل وصولهم لهذه الرعاية الدورية والمهمة. هناك حوالي 350,000 مريض يعانون من أمراض مزمنة في غزة، بما في ذلك المصابين بالسرطان والسكري.

3.3.3- النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة

الوضع مزري بشكل خاص بالنسبة للنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة. ما يقدر بنحو 50,000 امرأة حامل في غزة يواجهن تحديات هائلة، حيث لا يستطيع العديد منهن الوصول إلى الرعاية وخدمات التوليد الضرورية. وقد أجبر القصف وإغلاق مرافق الرعاية الصحية بعض النساء على الولادة في ظروف محفوفة بالمخاطر. كما أدى إغلاق 25 مستشفى و52 مركزا للرعاية الصحية الأولية إلى تفاقم هذه التحديات. ومن المتوقع أن ترتفع وفيات الأمهات بسبب نقص الرعاية الكافية، حيث يمثل سوء التغذية بين النساء الحوامل بالفعل مشكلة كبيرة حتى قبل تصاعد العدوان.

كذلك، تسبب نفاد الوقود الاحتياطي في المستشفيات وانقطاع الكهربائي بتوقف حاصنات الأطفال عن العمل ما أودى بحياة عشرات الأطفال الخدج، بينما تظل حياة مئات المواليد مهددة بالخطر.

لنتكاتف من أجل مساعدة غزة

دعوة لمساعدة غزة

في قلب واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية وجعاً، تقف غزة كرمز للعزة والصبر وسط الشدائد. ومع ذلك، لا يمكن لسكان غزة مواجهة هذه التحديات الهائلة وحدهم. انهم بحاجة الى مساعدتكم. من خلال تبرعك، بغض النظر عن حجمه، نتمكن في حياة يولو من جلب الأمل والدعم الملموس لأولئك الذين يكافحون كل يوم لمجرد البقاء على قيد الحياة.  يمكنك التبرع لغزة الآن.

نشر روح التكاتف

من خلال التبرع لقضيتنا لدعم غزة، تصبح جزءا من مجتمع عالمي متعاطف ملتزم بإحداث فرق. يمكن أن تساعد مساهمتك في توفير الإمدادات الطبية الأساسية للمستشفيات التي تكافح تحت وطأة الصراع والحصار. ويمكن أن يوفر الغذاء للأسر التي تواجه اليأس من انعدام الأمن الغذائي يوميا. وعلاوة على ذلك، فإن دعمكم يمكن أن يضمن حصول الأطفال، وهم الأكثر ضعفا في أي أزمة، على التعليم والحماية التي يستحقونها في هذه الأوقات المضطربة. يمكنك مساعدة غزة الآن.

رسالة وراء التبرع

كل تبرع، كان كبيراً أو صغيراً، سيخلق تأثيراً مضاعفاً. لا يتعلق الأمر بالقيمة النقدية فحسب، بل يتعلق بالرسالة التي ترسلها، رسالة تضامن وتعاطف والتزام مشترك تجاه الإنسانية. من خلال التبرع، فإنك تلهم أيضاً الآخرين حولك للمشاركة في هذه القضية الإنسانية، مما يخلق مبادرة جماعية قوية من أجل الخير. يمكنك دعم غزة الآن.

التمكين من خلال المساعدات

تذكر أن تبرعك هو أكثر من مجرد مساعدة؛ إنه أداة للتمكين. فهي تمكن سكان غزة من إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم، وتعزز الاكتفاء الذاتي، وتعيد الشعور بالحياة الطبيعية التي دمرها العدوان. يمكنك التبرع من هنا.

شارك المقالة :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *